إحدى ليالي صيف الأسكندرية الجميل في الثالثة و النصف صباحاً ، أجلس أنا الصبي ذو الأثنا عشرعاماً بجانب نافذة صالون بيت أبي رحمه الله على الشارع الرئيسي مرهفا السمع و منتظرا خالي الحبيب على أحر من الجمر لنبدأ معاً مغامرة جديدة من مغامراتنا التي لا تُنسى - بيب بيب بيب بيب كركر كركر كركر...صوت كلاكس و كركرة اعرفهما جيداً و أحبهما بل و أعشقهما ، صوت كلاكس و كركرة سيارة خالي الحبيب ، سيارته الفيات 125 البولندي البيضاء االتي كان يصفها لي بالعامية المصرية " ما يغركش شكلها كده يا حمادة ، دي عربيةعضمها ناشف!!". أسمع الكلاكس قبل أن تقترب السيارة من بيتنا بمئات الأمتار. انا كعادتي أيام الصيد خاصة مع خالي، لا أنام الليلة التي قبلها تشوقا للصيد وحبا في صحبتي مع أعز الناس (خالي صلاح) ، و بالطبع أكون جاهزا بعدتي (عدة الصيد) وفي حالة انتظار و لهفة وشوق لفجر يوم الصيد - صوت الكركرة يعلو ويصل خالي أمام بيتي وأنزل أنا جريا متلهفًا لتبدأ رحلتنا معاً ، هذه الرحلة التي تكررت طوال مرحلة صباي وشبابي وصقلت خبرتي في الحياة إبتداءا من سن إثنا عشر سنة إلى سن الشباب، أركب السيارة ثم مباشرة أفتح
يا بنكرياسي يا بنكرياسي أنت ليه علي كده قاسي لا بتاخد و لا بتدي و لا أنت هادي و لا أنت سياسي تعبتني و تعبت أهلي و ناسي الجسم كله علشانك حزين و ماليه الشجن و الأنين من قدمي لقلبي لعيني لكليتي لرآسي كنت في الأول يدوبك شغال بتطلع انسولين على قدك و أنا مش فاهم و بأديله رز و عيش عمال على بطال يا ريتني كنت أعرف اللي أنا عارفة دلوقتي. ما كانش الحال بقى هو الحال وقتها المشكلة كانت سهلة و مش محتاجة شوية تحسين مقاومة ..يعني و لا حاجة أعمل إيه يا عالم دلوني... قالوا لي روح لفلان ..طبيب سكر مشهور السكر في إيده كتاب من عشر سطور الحق و روح لم الدور الراجل ده مخه يتلف في حرير حيضبطلك المسائل و حيعالجك صح بكل الوسائل رحت للمشهور من شارع لشارع لزقاق لحارة أوضة كبيرة فيها اباجورة و علي الحيطة متعلقة صورة صورة قلب و شرايين زرقا قلقت من الصورة – لكن قلت لنفسي مش فارقة المهم أضبط سكري بالقلم و الورقة مكتب كبير و في آخره قاعد واحد بيدخن شكله فاهم و مدكِّن شافني.. أتعوج و بص لي من تحت النضارة و قال لي شوف يا بني حأكتب لك دوا يخلص لك الحكاية بشطارة و على الل