كانت رحلة طويلة خلال ساعات الليل لم أنم فيها إلا قليلا ، كنت مشغولا بالتفكير في ما سيحدث في رحلة العمل هذه و هل سأوفق لما جئت له أم لا ، قرأت قليلا و نمت قليلا و ما إن وصلنا و أنتهيت من إجراءات الخروج و وطأت قدماي أرض مدينة كوتشين الهندية خارج مطار كوتشين حتي أنهمرت السماء بأمطارٍ لم أر لها مثيلا من قبل في قوتها و شبابها و عنفوانها. سرحتُ في هذا الجمال الرباني و أسرتني رائحة المطر النقي القادم من السماء لم تلوثه بعد أدران الأرض . هذا المطر النقي الذي لا يطلب منا مقابلاً لشربه أو الأستحمام به أو ري أراضينا بل يفعل هذا راضياً مقتنعا بقيمة الخير و فعله دون مقابل. بينما أنا سارح هكذا إذا بيدٍ تربتُ علي كتفي و تسألني أأنت مهندس احمد؟ ، قلت: نعم ، قال: أنا حمزة. حمزة رجل هندي مسلم في الستين من عمره أبيض الشعر ذو لحية طويلة و جهه تفيض منه علامات الطيبة و الإيمان و الهدوء و السكينة ، وجهه أبيض نقي و لكنه مع ذلك فيه شحوب و ذبول أعرفه أنا جيداً. ركبنا السيارة و تجاذبنا أطراف الحديث طوال الطريق للفندق و الذي كان قرابة الساعة و فوجئت أنه يعرف عن مصر و ما يحدث فيها ...