Skip to main content

لمحات من حياة سكري


الطبيب المشهور:
قابلت صديقا لم أره منذ فترة ، قال لي إن عنده السكر و يتابع حالته مع طبيب مشهور جدا (خد بالك من مشهور دي) و قد وصف له الطبيب سيدوفاج (و هو دواء جيد لمرضي السكر 2)  و ديماكرون (و هو دواء يقضي علي ما تبقي في البنكرياس من أنسولين تماما مثل الأماريل و يكتبه 90% من الأطباء)
فسالته كم التراكمي
فقال: إيه التراكمي ده
 فقلت: ألم يطلب منك الطبيب المشهور أبدا أبدا أن تقيس التراكمي.
فقال لا..!!!!
فنصحته بالذهاب للمعمل و القياس فذهب و كلمني لإخباري بالنتيجة .....
أتدرون كم ؟؟؟ 11.5 ...
يا الله يا الله ، من لمرضي السكري المساكين..
 نصحته بما أعرف و تركته و أنا حزين علي ملايين مثله يتابعون مع أطباء مشاهير.
ملحوظة: د. ريتشارد برنشتين لا يصف لمرضي السكري النوع الثاني  أي دواء يحفز البنكرياس علي إنتاج المزيد من الأنسولين مثل الديماكرون أو الأماريل ، بل فقط ما يزيد حساسية الجسم للأنسولين الموجود و الذي يكون الجسم مقاوماً له.
 
قبل الدخول لغرفة العمليات:
الممرض: أنت سكري
نعم.
الممرض: منذ متي
عشر سنوات.
الممرض: ما العلاج الذي تأخذه
أنسولين.
الممرض: مكستارد أليس كذلك
لا بل نوفورابيد و لانتوس
الممرض: لماذا ...مكستارد أحسن بكثيييييير
أمشي أطلع بره ...بررررره
أنت شكلك عصبي علشان العملية ،  حأنادي لك رئيسة التمريض
رئيسة التمريض: يا أستاذ ده شغلنا ، أحب أقول لك إن مكستارد أحسن ألف مرة من النوفو و اللانتوس لدرجة إني أعرف ناس حققوا تراكمي 7 بإستعمال المكستارد...حضرتك التراكمي بتاعك كم.....
  5.7
رئيسة التمريض: أنا آسفة يا أفندم ..... بصوت عالي...... إطلع بره يا علي (الممرض) ...فضحتنا
 
صديقي العزيز:
صديقي العزيز شره جدا للنشويات ...جدا جدا .... و كرشه  أصبح شيئا فظيعا ، نصحته من خمس سنوات أن أرجوك إمنع أو قلل النشويات و كل منتجات الدقيق المكرر و الحبوب المكررة حتي لا تصاب بما لا يحمد عقباه ، فلم يستمع إلي.
كلمني أول أمس يشتكي أنه يذهب إلي الحمام كتيراً جدا و يعطش كتيرا ، لا حول و لا قوة إلا بالله...
نصحته بقياس التراكمي و كان المتوقع ....12 ..لماذا يجب أن تقع المصيبة حتي نرتدع و قد حبانا الله العقل و القدرة علي التخيل.
رحمتك بنا يا الله  
 
سبع سنوات:
أراد الله أن تحدث لي مشكلة في التبول لم أعرف لها حلا إلا مؤخرا ، فقد أجريت كل الفحوصات الممكنة و تضاربت التشخيصات من العديد من الأطباء ما بين قائل البروستاتا و بين قائل إنسداد في مجري البول أو حصوة ...إلخ 
و أجمع الجميع في النهاية علي ضرورة أن أجري منظارا و ما أدراك ما المنظار و ما بعد المنظار بالطبع ، فلم يجدوا إنسداداً بالداخل و لا تضيق و لا أي شئ ..إلا أن جدار المثانة كان ضعيفا نوعاً ما .
و هنا وضع الطبيب يديه علي المشكلة بشكل مؤكد  و طلب مني إجراء أختبارات ديناميكية البول للتأكيد التام علي تشخيص المشكلة و كانت النتيجة القاطعة أن مثانتي ضعيفة نوعا ما و أن قوة الضخ فيها قلت و أن الصمام لا يعمل بالكفاءة المطلوبة هو إحدي مضاعفات السكري العصبية !!!
قال لي الطبيب المتخصص في ديناميكية البول أن هناك أولادا و بناتا سكريين في عمر الزهور يأتون إليه بنفس المشكلة بعد 5 سنوات فقط من عدم ضبط السكر.....قتلتني هذه الجملة  و الله ....اللهم رحمتك بهم يا رب.
بالرغم من أني آخذ نفسي دوماً بالحزم و أعمل جاهداً علي ضبط السكر منذ ما يزيد علي السنتين بمعيار قاس نسبيا و لكن ليس كما يقول د. برنشتين (الذي أيقنت أن كلامه صحيح حرفيا) و مع ذلك فقد أصبت بأحد مضاعفات السكري نتيجة لسبع سنوات من الأتباع الحرفي لما يقوله الأطباء و ما ينصحون به من هدف الجمعية الأمريكية للسكري (تحت ال 180 بعد الأكل و تحت ال 120 صائم و تحت ال 7 تراكمي) و نتيجة لأدوية مثل أماريل و مكستارد و خلافه !!
لم أضبط سكري إلا بعد أن فاض بي الكيل و أشتريت عشرة من الكتب و قرأتها كلها مرة واحدة ثم أعدت قراءتها ثلاث أو أربع مرات حتي أفهم و أحفظ و بدأت رحلة الضبط و لكن بحسب ما تقوله الجمعية الأمريكية لأطباء الغدد الصماء (تحت ال 140 بعد الأكل ب 2 س و تحت ال 110 صائم) و التي هي تتبني هدفا أقل مما تتبناه الجمعية الأمريكية للسكري المذكور أعلاه ، إلا إنني الآن أيقنت أن ما يقوله د. برنشتين هو الصواب و أتمني لو أني أتبعت ما يقوله حرفياً ، لأنه سكري أولا و مهندس ثانيا و طبيب ثالثا ....
فماذا يقول د. برنشتين:
لكي تتحكم بالسكري فيجب أن تعرف عن السكري مثلما يعرف طبيبك أو أكثر...د. برنشتين
قال أيضاً: أنه لكي تتجنب مضاعفات السكري أو تعكس معظم المضاعفات يجب أن يكون سكرك في المعدل الطبيعي (و المعدل الطبيعي عند د. برنشتاين ليس من 80 إلي 120) و أن يكون ثابتا  ، و المعدل الطبيعي هو ما عرفه بالرقم 83 مجم / دل ، أي أن  تكون قراءاتك ما بين ال 80 و ال 90  و ذلك لن يحدث إلا باكل القليل جداً من الكربوهيدرات (36 جم يوميا) التي هي المسؤولة الأولي عن رفع سكر الدم علي أن تكون هذه الكربوهيدرات من الخضر. و هو ما يفعله هو مع نفسه و مع مرضاه.
و هذا ما سأفعله في المستقبل العاجل إن شاء الله ..و أنصح الجميع بإتباعه لتجنب المضاعفات المستقبلية بعون الله و حوله.
 
يا رب لطفك بالسكريين الذين لا يعلمون ...اللهم أعطنا القدرة لتصل الكلمة إليهم و إلي أطبائنا لكي يقرأوا و يتعلموا و يكونوا عونا مباشرا لحماية السكريين من آثار السكري المدمرة لا عونا عليهم.


Comments

Popular posts from this blog

أنا بأعمل إيه...

أنا بأعمل إيه!!؟؟ ناس كتير بتسألني بتضبط سكرك ازاي تحت ال 100 دايما .. اوك أقولكم بإختصار أنا بأعمل ايه: أنا ﻻ آكل أرز او خبز أو مكرونة أو بطاطس أو بقوليات او فاكهة او عصائر طبيعية ...

Robert Who Saved Me (A Tribute to Dr. Bernstein)

 My seat came next to him on my flight heading to Stuttgart, Germany to attend a business seminar. He was a German man, as I learned later, in his mid-forties half-bald with small circular glasses, which adds a tinge of virtual intelligence to his face. He looked disheveled, erratic, and fidgeting in an impatient and restless manner. I did not pay much attention to him. I was thinking deeply about the intruder who showed up aggressively into my life lately. What will I do with this silent killer that attacked me suddenly? Diabetes has introduced me to nearly a dozen doctors and a plethora of new medications. Basically, I was given ordinary mainstream medical advice. I discovered later that most of this advice did not help me to achieve normal blood sugar. I also figured out later that the dilapidated guidelines, I was preached about, caused fatal complications and severe suffering for many people with diabetes all over the world. Unfortunately, I could not control my diabetes at ...

الكوكرا يا شلام... دي شوكلاتة السمك

  إحدى ليالي صيف الأسكندرية الجميل في الثالثة و النصف صباحاً ، أجلس أنا الصبي ذو الأثنا عشرعاماً بجانب نافذة صالون بيت أبي رحمه الله على الشارع الرئيسي مرهفا السمع و منتظرا خالي الحبيب على أحر من الجمر لنبدأ معاً مغامرة جديدة من مغامراتنا التي لا تُنسى - بيب بيب بيب بيب كركر كركر كركر...صوت كلاكس و كركرة اعرفهما جيداً و أحبهما بل و أعشقهما ، صوت كلاكس و كركرة سيارة خالي الحبيب ، سيارته الفيات 125 البولندي البيضاء االتي كان يصفها لي بالعامية المصرية " ما يغركش شكلها كده يا حمادة ، دي عربيةعضمها ناشف!!". أسمع الكلاكس قبل أن تقترب السيارة من بيتنا بمئات الأمتار. انا كعادتي أيام الصيد خاصة مع خالي، لا أنام الليلة التي قبلها تشوقا للصيد وحبا في صحبتي مع أعز الناس (خالي صلاح) ، و بالطبع أكون جاهزا بعدتي (عدة الصيد) وفي حالة انتظار و لهفة وشوق لفجر يوم الصيد - صوت الكركرة يعلو ويصل خالي أمام بيتي وأنزل أنا جريا متلهفًا لتبدأ رحلتنا معاً ، هذه الرحلة التي تكررت طوال مرحلة صباي وشبابي وصقلت خبرتي في الحياة إبتداءا من سن إثنا عشر سنة إلى سن الشباب، أركب السيارة ثم مباشرة أ...