Skip to main content

توت تووت توووت



يا بنكرياسي يا بنكرياسي
أنت ليه علي كده قاسي
لا بتاخد و لا بتدي
و لا أنت هادي و لا أنت سياسي
تعبتني  و تعبت أهلي و ناسي
الجسم كله علشانك حزين
و ماليه الشجن و الأنين
من قدمي لقلبي لعيني لكليتي لرآسي
كنت في الأول يدوبك شغال
بتطلع انسولين على قدك
و أنا مش فاهم
و بأديله رز و عيش عمال على بطال
 يا ريتني كنت أعرف اللي أنا عارفة دلوقتي.
ما كانش الحال بقى هو الحال
وقتها المشكلة كانت سهلة و مش محتاجة
شوية تحسين مقاومة ..يعني و لا حاجة

أعمل إيه يا عالم
دلوني...
قالوا لي روح لفلان ..طبيب  سكر مشهور
السكر في إيده كتاب من عشر سطور
الحق و روح لم الدور
الراجل ده مخه يتلف في حرير
 حيضبطلك المسائل
و حيعالجك صح بكل الوسائل
رحت للمشهور
من شارع لشارع لزقاق لحارة
أوضة كبيرة فيها اباجورة
و علي الحيطة متعلقة صورة
صورة قلب و شرايين زرقا
قلقت من الصورة – لكن قلت لنفسي مش فارقة
المهم أضبط سكري بالقلم و الورقة
مكتب كبير و في آخره قاعد واحد بيدخن
شكله فاهم و مدكِّن
شافني.. أتعوج و بص لي من تحت النضارة
و قال لي شوف يا بني 
حأكتب لك دوا يخلص لك الحكاية بشطارة
و على الله التساهيل
الدوا أسمه أماريل
و دي كانت نهاية بنكرياسي الحزين
سنة و خلص الأنسولين
مافيش فايدة أرقامي ما بتنزلش
و السكر ما ينضبطش
صرخت بصوت عالي
يا عالم سكري  علي طول عالي
و السكر بيفرتك في الجسم
و الجسم و الله غالي
يا رب أشكي لمين حالي
قالوا لي روح لواحد تاني ..برضه مشهور
اللي علشان تحجز عنده

تستني أيام و شهور
حجزت و أستنيت بسرور
و رحت... يا ريتني ما رحت
حسيت لما شفته
إنه عالم كبير و أنا برغوت
فهمان.. و ما عندوش رحمة و بيشوط
قال لي يا بني  السكر ما فيش منه أمل
ده مرض مسيره في نزول و هبوط
يعني أنت رايح رايح
و المطش ده مش شوطين ، ده بالنسبة لك شوط
ما تحرمش نفسك بأه
عيش و رز و بطاطس و فروت
و بيتزا و عصاير و منجة و بسكوت
و عنب و جوافة و أناناس و توت
اللي عنده سكر ياخد أنسولينه
و ياكل كل حاجة
لحد ما بسرعة يموت
توت توووت توووووت
شميت ريحة دجل و شعوذة
و حلو يا حلو و أشتاتا أشتوت
حأكتب لك حاجة تكمل عليك
و كتب لي أنسولين المخلوط
و أنا حمار ، قال إيه فرحان بروشتة الموت
و طلعت من عنده مبسوط
و كانت دي ضربة قاضية لسكري بالشلوت

عليه العوض و منه العوض في بنكرياسي اللي راح
صعبت علي نفسي

و حلفت لأعلم نفسي بنفسي
مسحت الجراح
و قمت من تاني و منعت السكوت
أتعلم و من غير يأس و لا قنوط
و اقلل علو سكري و الهبوط
و أوصَّل اللي أعرفه للناس بالكتابة و الصوت
قريت كتب كتير
و قريت كتابه في سنتين
كتاب رائع و رزين
خلاني ندمت علي السنين
و مستوانا الحزين

علمني كتاب د. برنستين
السكر في كلمتين
السكر أخطبوط !!
لو فَهمته تُحكمه
و لو أهملته تُموت

Comments

Unknown said…
رغم فكاهة الكلمات الا انها بتوصف واقع مؤلم
وكالعادة رائع ورسالة هادفة
Ahmed Afifi said…
الله يحفظك ا. لمياء .. اشكرك
Nader said…
شكرًا يا باشمهندس على مدونتك الرائعة والتى سوف تغير بالتأكيد حياة الكثيرين إلى الأفضل
أنا الآن عندى السكر التراكمى 5.9 والمتوسط اليومي من ١٠٠ إلى ١٣٠ وأتناول قرصين جلوكوفاج 500 يوميا وفى نفس الوقت أتبع نظام غذائى LCHF فى حدود 60 جرام كربوهيدرات يوميا وسؤالي هو هل يمكننى التوقف عن تناول الجلوكوفاج ومتى يحدث ذلك وما هى الآثار الجانبية له ؟

Popular posts from this blog

أنا بأعمل إيه...

أنا بأعمل إيه!!؟؟ ناس كتير بتسألني بتضبط سكرك ازاي تحت ال 100 دايما .. اوك أقولكم بإختصار أنا بأعمل ايه: أنا ﻻ آكل أرز او خبز أو مكرونة أو بطاطس أو بقوليات او فاكهة او عصائر طبيعية ...

Robert Who Saved Me (A Tribute to Dr. Bernstein)

 My seat came next to him on my flight heading to Stuttgart, Germany to attend a business seminar. He was a German man, as I learned later, in his mid-forties half-bald with small circular glasses, which adds a tinge of virtual intelligence to his face. He looked disheveled, erratic, and fidgeting in an impatient and restless manner. I did not pay much attention to him. I was thinking deeply about the intruder who showed up aggressively into my life lately. What will I do with this silent killer that attacked me suddenly? Diabetes has introduced me to nearly a dozen doctors and a plethora of new medications. Basically, I was given ordinary mainstream medical advice. I discovered later that most of this advice did not help me to achieve normal blood sugar. I also figured out later that the dilapidated guidelines, I was preached about, caused fatal complications and severe suffering for many people with diabetes all over the world. Unfortunately, I could not control my diabetes at ...

الكوكرا يا شلام... دي شوكلاتة السمك

  إحدى ليالي صيف الأسكندرية الجميل في الثالثة و النصف صباحاً ، أجلس أنا الصبي ذو الأثنا عشرعاماً بجانب نافذة صالون بيت أبي رحمه الله على الشارع الرئيسي مرهفا السمع و منتظرا خالي الحبيب على أحر من الجمر لنبدأ معاً مغامرة جديدة من مغامراتنا التي لا تُنسى - بيب بيب بيب بيب كركر كركر كركر...صوت كلاكس و كركرة اعرفهما جيداً و أحبهما بل و أعشقهما ، صوت كلاكس و كركرة سيارة خالي الحبيب ، سيارته الفيات 125 البولندي البيضاء االتي كان يصفها لي بالعامية المصرية " ما يغركش شكلها كده يا حمادة ، دي عربيةعضمها ناشف!!". أسمع الكلاكس قبل أن تقترب السيارة من بيتنا بمئات الأمتار. انا كعادتي أيام الصيد خاصة مع خالي، لا أنام الليلة التي قبلها تشوقا للصيد وحبا في صحبتي مع أعز الناس (خالي صلاح) ، و بالطبع أكون جاهزا بعدتي (عدة الصيد) وفي حالة انتظار و لهفة وشوق لفجر يوم الصيد - صوت الكركرة يعلو ويصل خالي أمام بيتي وأنزل أنا جريا متلهفًا لتبدأ رحلتنا معاً ، هذه الرحلة التي تكررت طوال مرحلة صباي وشبابي وصقلت خبرتي في الحياة إبتداءا من سن إثنا عشر سنة إلى سن الشباب، أركب السيارة ثم مباشرة أ...