Skip to main content

قصتي مع الكوليسترول

يمكنني أن اعتبر نفسي بطل العالم في الدهون الثلاثية أو بمعني آخر يمكن أن أسجل نفسي في موسوعة غينيس للأرقام القياسية كمُحَقق لأعلي الأرقام في الترايجليسرايد.
دائماً يأتي قياسي للدهون الثلاثية  من غير دواء حوالي من 500 إلي 900  وبضع مرات يكون في مدي 1200!!! حيث يختم المعمل النتيجة دائماً بالختم التالي: (قد أكدت النتائج مرارا وتكرارا)

وطبعا تأتي نسبة الكولسترول في الدم  و ال ل د ل  LDL (Low Density LipoProtein) أيضا عالية ولكن ليس بنفس جنون الترايجلسرايد  و نتيجة لهذا وضعني الأطباء مدي الحياة علي دوائين من أدوية الكولسترول أحدهما لوبيد و الآخر احد انواع Statin ليبيتور.
 
كل مرة أضيق ذرعاً بهذين الدوائين و آثارهما الجانبية المدمرة ، و أتركهما ؛ يعلو الترايجلسرايد مرة أخرى إلى أرقام خرافية ، مما أجبرني علي عدم تركهما أبداً خوفا من العلو المرضي الجيني (كما أفهمني الأطباء) للترايجلسرايد.
.
ثم عندما قرأت كتاب د. برنشتين علاج السكري  و كتاب لماذا نصبح بدناء لجاري توبس و كتاب السعرات الجيدة و السعرات السيئة لجاري توبس و كتاب مخ الحبوب لدكتور بيرلماتر، أدركت أن علو الدهون الثلاثية هو مَعْلَمَاً رئيسيا "لمتلازمة الأيض"، و واحد من أهم الشواهد أن كبد الشخص في مرحلة ما قبل السكري أو مرحلة مقاومة الأنسولين التي تسبق الإصابة بالسكري من النوع الثاني لا يستطيع  التعامل مع حمية عالية الكربوهيدرات و التي هي  تتحول سكر في الدم في أقل من نصف ساعة والشيء الوحيد الذي يمكن للكبد القيام به في حالتي و حالة من هم مثلي إذا أكثرنا من  اكل الكربوهيدرات هو تحويل هذه الكربوهيدرات إلى دهون ثلاثية ترايجلسرايد.

كما أني علمت أيضاً أن الأنسولين يعوق أستخدام الدهون كطاقة بل أنه يخزن المزيد منها ، لأن التخلص من الجلوكوز الزائد في الدم  هو الشغل الشاغل للأنسولين سواءاً بإدخاله للخلايا أو تخزين جزء منه في العضلات أو الكبد علي شكل جليكوجين و تخزين الباقي علي شكل ترايجلسرايد.
كما أني قرات في العديد من الكتب المذكورة أعلاه و غيرها أنه كلما قل المأكول من الدهون كلما زاد إنتاج الكبد لها علي عكس ما هو مفهوم و مُروج له.

كما أنني أيضاً قرأت أن المشكلة ليست في الدهون أو الكولسترول ، إنما المشكلة في أكسدة حوامل الكولسترول أي التي تحمله في الجسم من مكان إلي مكان داخل الجسم ، مثل ل د ل (الليبوبروتين قليل الكثافة) و الذي هو بروتين حامل للكولسترول (و ليس كولسترول سئ كما يقولون).

عندما يرتفع سكر الدم فإنه تحدث له عملية تسمي بالتسكر  Glycation  و التي تؤدي بعد ذلك إلي أكسدته Oxidation و تبدأ من هنا تغيير جميع خواصه و تكون بدايات الألتهاب Inflammation الذي يؤدي إلي كل المشاكل في الجسم بشكل عام و الشرايين بشكل خاص إبتداءاً من تصلبها و عدم مرونتها إلي أمراض القلب و غيرها..

 من ناحية أخرى قرأت في كتاب جيني رول ما لا يقولونه لك عن السكري أن هناك بعض االأشخاص لا تزال لديهم مستويات الترايجلسرايد عالية جداً حتى مع اتباعهم لنظام غذائي "منخفض الكربوهيدرات" و هذا إن حدث فتكون المشكلة جينية وراثية و هنا و هنا فقط قد يحتاج هؤلاء الأشخاص إلى أخذ الدواء للسيطرة علي هذه المستويات العالية.

لذا قررت أن أعرف أي نوع أنا هل أنا عندي مشكلة جينية وراثية كما قال لي كل الأطباء بدون أستثناء خاصة عندما يرون هذا الرقم المخيف (1000) أو أنني من النوع الذي لا أتحمل الكربوهيدرات العالية لأنني أنه قد بدأت حكايتي  مع الترايجلسرايد كلها بمتلازمة الأيض ثم لم يُشَخص إلي أن وصلت أن أكون سكرياً.
 
لذا قررت أن اتبع النسخة الحقيقية لحمية الدكتور برنشتاين في الأشهر ال 6 الماضية (مع توقف قليل لإصابتي بمشكلة في أحد الفقرات القطنية) و هذه الحمية تتلخص في أكل 30 جراما من الكربوهيدرات يوميا و تقريبا 1 جم من البروتين لكل كجم من وزن الجسم و كثير من الدهون الجيدة مثل الأفوكادو و زيت الزيتون و الزيتون و زيت جوز الهند و الأسماك و الدهون المشبعة (ليست كما يقولون لك – أدخل هنا و أسمع عنها و قل لطبيبك يسمع) و كانت حميتي كما ذكرها د. بيرلماتر في كتابه مخ الحبوب و كما ذكرها د. برنشتين و كما ذكرها جاري توبس 10% من سعراتي الحرارية من الكربوهيدرات و 20% من البروتينات و 70% من الدهون الجيدة.

 ثم قمت بوقف و إنهاء ليبيتور ولوبيد 600 تماماُ.

و اليوم للمرة الأولى في حياتي جاء قياس الترايجلسرايد دون دواء 160 و هي النسبة التي لا تزال مرتفعة قليلاً ولكن لا مجال للمقارنة بالماضي الذي كان يأتي 1000 بدون دواء و مع الحمية عادية أو عالية الكربوهيدرات قليلة الدهون..!! ، أيضا جاء LDL عالياً قليلاً (168) ولكن أنا متأكد أنه من النوع ذو الجزيئات الكبيرة و الطافية و ليس الكثيفة و الصغيرة (كما هو مؤكد علميا الآن أنه يحدث مع الحمية قليلة الكربوهيدرات) ، والكولسترول جاء 240 و الذي يري الأطباء أنها نسبياً عالية ولكن وفقا للدكتور ديفيد بيرلموتر أستشاري المخ و الأمراض العصبية مؤلف كتاب Grain Brain أنها ليست عالية للحد الذي يجب معه أخذ أدوية الكولسترول خاصة فوق سن الأربعين.

أنا أعلم أن هذه الأرقام قد تبدو ليست بهذه الجودة ولكن بالنسبة لي , بهذا التاريخ في تُعَد هي عظيمة كبداية بدون دواء ، ونظرا أيضا أنني في مرحلة فقد للوزن  و المعروف أن الدهون في الجسم تعلو قليلا في حالة فقدان الوزن، و بإعتبار أن هذا التحسن الهائل جاء بإتباع نظام غذائي فقط  دون دواء – أستطيع أن أقول إنه إنجاز كبير.

 وأعتقد أن القياس القادم سيكون أفضل بكثير دون دواء مع الأمتناع عن الدهون المتعددة الغير مشبعة و زيادة الدهون الجيدة كأوميجا 3 مع إكمال نفس النمط من الغذاء.

هذا النظام الرائع لم يضبط فقط سكري و أرقامي التي لا تعلو عن 110 بل ضبط أيضا أرقام الدهون و خاصة الدهون الثلاثية لدرجة أنني عندما قراتها في كتاب د. برنشتين الرائع و لكن لم أكن أتخيل مدي صدقها.
أنا سعيد جدا لأني توقفت عن أدوية الكولسترول الستاتين لأنها تضر بالجسم جدا ..أقرأ عنها إن شئت و سعيد أكثر و أكثر أنني وصلت و عالجت السبب و ليس العرض.
 
طبيبي العزيز لم يكن أبدا يتصور أنه يمكن من السيطرة على الترايجلسرايد (من نوعي أنا) بإتباع نظام غذائي  فقط خاصة و أنا آخذ  أنسولين خارجي سواءأ كان نوفو أولانتوس ولكن اليوم عندما رأي النتائج كان  في حالة عدم تصديق و لكنه كان سعيداً جداً، وقال لي أنا لم يسبق له أن رأي مثيلا لحالتي ذات ال (1000) قياس في الترايجلسرايد  يُسَيطر عليها هكذا بدون دواء ، خاصة إذا كان صاحب الحالة سكرياً.
فكر قبل أن تأخذ دواءاً للكولسترول سيبقي معك طوال العمر في حين أنه من الممكن ضبطه بالحمية المناسبة.

References
Diabetes Solution by Dr. bernestein
Why we get fat By Gary Taubes
Good Calories Bad Calories by Gary Taubes
Grain Brain by dr. David perlmutter
Blood Sugar 101 What they don't tell you about Diabetes by Jenny Ruhl



Comments

Unknown said…
هايل يا باشمهندس ....الله يزيدك من نعمه وعلمه ويعطيك الصحة والعافية
الف مبروووك .....تمنياتى لك بالشفاء التام
Ahmed Afifi said…
أشكرك شكرا جزيلا أ. شاهي و شفاك الله و عفاك
Unknown said…
الله يجزاك خيراً ويحفظك ومن تحب
Ahmed Afifi said…
شكرا أ. هناء
Unknown said…
حفظلك الله ودام عليك الصحه والعافيه يابشمهندس
Ahmed Afifi said…
اشكرك يا أ. احمد
MOHAMED BDR said…
انجاز تاريخ يا هندسة .. ولكن .. الدهون المشبعة تشمل:

• الأجزاء الدهنية من اللحوم
• منتجات اللحوم، ومن ضمنها النقانق والفطائر
• الزبدة، السمن
• الجبن، خصوصا الجبن الصلب
• الكريمة، كريمة توترت والمثلجات
• بعض الوجبات الخفيفة اللذيذة وحلويات الشوكولا
• البسكويت، الكعك والمعجنات

حاسس انها حاجة صعبة جدا .. وبصراحة خايف اجربها !!! ومحتاج جدا جدا رايك .
Ahmed Afifi said…
م. محمد لا طبعا معظم الدهون في اللي ذكرته دهون متحولة - أنت محتاج تقرا مقالاتي عن الكولسترول - دهون اللحوم المرباة و المغذاة على الحشائش لا مشكلة - زيت الزيتون - زيت جوز الهند - السمن الطبيعي - البيض - خليك في دول بشرط يكون الكربس حوالي 30 جم يوميا من الخضروات الغير نشوية و من غير فاكهة - جرب

Popular posts from this blog

أنا بأعمل إيه...

أنا بأعمل إيه!!؟؟ ناس كتير بتسألني بتضبط سكرك ازاي تحت ال 100 دايما .. اوك أقولكم بإختصار أنا بأعمل ايه: أنا ﻻ آكل أرز او خبز أو مكرونة أو بطاطس أو بقوليات او فاكهة او عصائر طبيعية او غير طبيعية اﻻ نصف ثمرة فاكهة في بعض الايام .. أنا ﻻ أحس بأي أهمية للخبز و النشويات مطلقا اﻻ انها اطعمة ادمانية و رافعة لسكر الدم بجنون..  أنا آكل 30 جم كربس بوميا من الخضار و آكل حوالي 70 جم بروتين و دهون جيدة كثيرة و فقط عندما فعلت هذا ضبط كولسترولي جدا.. أنا آكل زبد و سمن و كريمة طبيعية. انا ﻻ استعمل  من الزيوت اﻻ زيت جوز الهند و زيت الزيتون و ﻻ استعمل الزيوت المهدرجة او الدهون المتحولة .. انا استخدم سكر طبيعي مثل الزيلتول و الاريثريتول  و الستيفيا. انا اصنع البدائل و زوجتي تتفنن في صنعها. بيتنا كله يأكل كربوهيدرات  قليلة ﻹيماننا بأن هذا هو اﻷكﻻ الصحي. أنا استخدمت الانسولين المخلوط لمدة سنة و كان من المستحيل ضبط السكر به.. فمنعته تماما و بدأت في استخدام السريع  مع  الاكل  و القاعدي مرتين يوميا.. أنا اعرف كل معامﻻتي جيدا.. معامل الكربس و اﻷنسولين المتبقي و معامل التصحيح.. انا امارس رياضة يوم

الكوكرا يا شلام... دي شوكلاتة السمك

  إحدى ليالي صيف الأسكندرية الجميل في الثالثة و النصف صباحاً ، أجلس أنا الصبي ذو الأثنا عشرعاماً بجانب نافذة صالون بيت أبي رحمه الله على الشارع الرئيسي مرهفا السمع و منتظرا خالي الحبيب على أحر من الجمر لنبدأ معاً مغامرة جديدة من مغامراتنا التي لا تُنسى - بيب بيب بيب بيب كركر كركر كركر...صوت كلاكس و كركرة اعرفهما جيداً و أحبهما بل و أعشقهما ، صوت كلاكس و كركرة سيارة خالي الحبيب ، سيارته الفيات 125 البولندي البيضاء االتي كان يصفها لي بالعامية المصرية " ما يغركش شكلها كده يا حمادة ، دي عربيةعضمها ناشف!!". أسمع الكلاكس قبل أن تقترب السيارة من بيتنا بمئات الأمتار. انا كعادتي أيام الصيد خاصة مع خالي، لا أنام الليلة التي قبلها تشوقا للصيد وحبا في صحبتي مع أعز الناس (خالي صلاح) ، و بالطبع أكون جاهزا بعدتي (عدة الصيد) وفي حالة انتظار و لهفة وشوق لفجر يوم الصيد - صوت الكركرة يعلو ويصل خالي أمام بيتي وأنزل أنا جريا متلهفًا لتبدأ رحلتنا معاً ، هذه الرحلة التي تكررت طوال مرحلة صباي وشبابي وصقلت خبرتي في الحياة إبتداءا من سن إثنا عشر سنة إلى سن الشباب، أركب السيارة ثم مباشرة أفتح

المؤشر الجلايسيمي و الحمل الجلايسيمي

المؤشر الجلايسيمي (م ج) و الحمل الجلايسيمي ح ج م ج: هو سرعة رفع طعام ما لسكر الدم مقارنة بالسكر الأبيض أو توست أبيض ح ج: هو أثر طعام ما في سرعة رفع سكر الدم معتمدا علي م ج و عدد جرامات الكربوهيدرات فيه يقول العلماء أن فكرة الحمل الجلايسيمي تقوم علي أن الكمية الصغيرة من الطعام العالي م ج   لها نفس تأثير الكمية الكبيرة من الطعام قليل م ج من حيث سرعة التحول إلي جلوكوز في الدم و يالتالي رفع سكر الدم فمثلا إذا كان طعام ما   م ج   له 100 و به 10 جم كربوهيدرات ، إذن   يكون ح ج 10 في حين لو أن هناك طعام آخر م ج 10 و به 100 جم كربوهيدرات فإن ح ج له يكون 10 أيضا أي أنك إذا أكلت طعام عالي المؤشر الجلايسيمي بكمية صغيرة سيكون الحمل الجلايسيمي للمأكول قليلا و إذا أكلت طعاما ما   م ج   له قليلاً و لكن بكمية كبيرة فسيكون ح ج   له عاليا ح ج 20 أو أكثر يُعد عاليا من 11 إلي 19 يُعد متوسطاً أقل من 10 يعد قليلاً   الفكرة الرئيسية تتلخص في أن هناك أطعمة عالية م ج و لكنها قليلة ح ج لأنها تؤكل بكميات بسيطة جدا مثل السكر مثلا أو الجزر و قد تكون هناك