أم خالد و الأماريل هي أمرأة في الخمسينات طيبة الملامح مصرية تقاسيم الوجة تنظر إليها تُحس أن الدنيا لا زالت بخير ، زاد وزنها كما هي العادة مع الزمن ، تمشي بصعوبة من ثقل وزنها ، مات عنها زوجها و هي في الثامنة و العشرين من العمر و ترك لها خالد هو كل ما تملك في الدنيا ، قررت أﻻ تتزوج و نذرت حياتها لتربية خالد. رحلة طويلة من العَوَزْ و الفقر المحتشم و الوحدة المنكسرة و الليل الطويل و البكاء الصامت و تخيل الحبيب و تذكر أوقاته الحلوة و النهار الثقيل البطئ المرور ، ﻻ يخفف عنها كل هذا إﻻ الحب الفطري لله و اﻷعتماد عليه و ربط كل ما يحدث في حياتها بمشيئته عز و جل. كم من ليال باتت ليس معها مصروف مدرسة أو غذاء الغد أو دواء لخالد إذا مَرضْ ثم نامت و أصبحت و إذا بالحل هناك منسوج بأيد ﻻ نراها و لكن نحسها . أيد العَلِي القدير التي تدبر من حيث ﻻ ندري ليس مصادفة بل يقينا حادثا ﻻ محالة . زرع فيها زوجها الراحل حب القراءة و التفكر و التدبر فقد كان رجلا يحب العلم و نقلت هي هذه الشعله إلي أبنها الحبيب خالد ، فشب خالد علي حب القراءة و العلم و شراء الكتب في جميع التخصصات و قراءتها بنهم و التعلم منها و محاول